Dictionary
القاموس
Being (Etymology)
الكينونة
Sein
إن مصطلح الكينونة هو من أكثر المصطلحات الإشكالية في الفلسفة حيث يترادف معناه مع الوجود في الترجمات العربية، ومع أن ابن سينا حاول تمييزه، لكنه استخدم لفظة الموجود، في قوله، "إن الموجود لا يمكن أن يشرح بغير الاسم، لأنه مبدأ أول لكل شرح، فلا شرح له، بل صورته تقوم في النفس بلا توسط شيء" (النجاة، ص 325). لكن في اليونانية يستخدم فعل الكون في الحديث عن الكينونة بصورة عامة بما فيها الوجود، وذلك لطبيعة اللغة التي تحوي كلمة خاصة للكينونة والتي تستخدم كرابطة في الجملة، وإن هذه الطبيعة هي التي أدت باليونانيين إلى التنبه على طبيعة الحمل المنطقي، وتغيب هذه الكلمة في اللغة العربية، ويحل محلها لفظ الوجود دائمًا. بالرغم من أن توما الإكويني حاول التفريق بين الكينونة والوجود في كتابه الذي يحمل أيضاً اسم الكينونة والوجود، إلا أن اصطلاح الكينونة لم يتوضح إلا بعد أن تمت إثارة الفروق بينه وبين الوجود بدءًا من كتابات جون ستيوارت ميل في تحليله للكينونة من حيث تعدد استخداماتها بين الحمل المنطقي (الرابطة COPULA) والمعنى الوجودي، وتمييز راسل لها على أنها أكثر الاصطلاحات غموضًا، وصولاً إلى هيدغر الذي شرع في بحث سؤال عن الكينونة من الأساس.
Being, a being
الكينونة، الكائن
Sein
اسم الفاعل من الفعل "يكون". ويقابلها في اليونانية (on)، لذلك فإن الأنطولوجيا (ontology) تعني نظرية عن الكائن. يمكن أن يُسند الكائن إلى كل شيء يمكن الحديث عنه. ومهما كان ما نقوله باستخدام اللغة، فإنه يجب أن يتضمن فعل "الكون" بشكل أو بآخر، وبهذا المعنى، كما يقول هيجل، هو الأوسع ولكنه أيضًا الأكثر فراغًا من بين جميع التصورات. إن مجرد القول إن شيئًا ما "يكون" يعني عدم قول أي شيء عنه البتة. ولكن عندما اتخذ بارمنيدس الكينونة كنوع من موضوع البحث، كانت تكهناته حول طبيعة الكينونة محاولة لتحديد موقع لموضوع المعرفة، وتفسير أنها الحقيقة المطلقة البسيطة وغير المتغيرة وراء العالم المحسوس المتغير. تتخذ الميتافيزيقا، بدءًا من بارمنيدس، "ماذا تكون الكينونة" باعتباره السؤال المركزي. ويمكن النظر إلى الأنظمة الميتافيزيقية المختلفة على أنها إجابات مختلفة على ذلك السؤال. يزعم أفلاطون أن المثالات الكلية فقط هي الكائنات، بينما الأشياء المعقولة هي كائنات ولا-كائنات. إن هذا التفريق الذي قام به يشرع في بدئ الانقسام الدائم بين الحقيقة والظاهرة وبين الكلي والفرد. حيث قام بتحديد الكينونة في نهاية الأمر بأكثر معانيها حقيقة على أنها الخير.
Categories
المقولات
Kategorie
تأتي المقولة (κατηγορία) (كاتيغوريا) في اللغة اليونانية العادية من كلمة ’كاتيغوريو’ (κᾰτηγορέω)، وتعني ’أن يُتَّهَم شخص ما بشيء، أو يُتَكّلم ضده أمام جمع ما (مثلًا أمام القضاة). أما أرسطو فهو يخصص الكلمة للتحدث عن الحمل (predication). حيث تتكلم الرسالة الأولى من أعمال أرسطو منذ تم تأليفها في العصور القديمة عن المقولات، أو محمولات القضايا الخبرية في صورتها الاعتيادية. يعتبر أرسطو أن الجمل الاعتيادية في اليونانية تتحدث عن الأشياء باعتبار أنها موجودة، أو عن أنواع الجواهر (في اليونانية ousiai، عادةً ما تُترجم "الجواهر") .
إذا أثبت أن شيئًا ما هو عضو في فئة ما (class)، فأنت في الواقع تحمل شيئًا ما ضمن "مقولة" الكينونة (الجوهر) (ousia). على سبيل المثال، "فيدو (يكون) كلبًا". ويميز أرسطو تسعة أنواع أخرى من المحمولات: الكيف (poion)، والكم (poson)، والعلاقة (الإضافة) (pros ti)؛ والفعل (poiein) والانفعال (paschein) (للأفعال الفاعلة والمنفعلة)؛ والزمان (pote)، والمكان (pou)، والملك (hexis) والوضع (diathesis). وتوضح الاثنتين الأخيرتين أن القضايا النموذجية (الباردغمية) تتعلق في الواقع بالبشر، نظرًا لأن "الملك" موضح بعبارة "يرتدي قبعة" وأن "الوضع" موضح بـعبارة "يجلس". ويقترح أرسطو أن للكينونة عددًا من المعاني بقدر ما ما يوجد من مقولات. (في النفس، والميتافيزيقا لأرسطو).
خفض الرواقيون عدد المقولات إلى أربع: الجوهر (hypokeimenon) ، والكيف (poion) ، والحالة (pōs echon) ، والعلاقة (pro ti pōs echon). كما يراجع أفلوطين النظرية من وجهة نظر أنطولوجية. (التاسوعات، 6)
Concept
التصور
Begriff
فكرة عامة أو معنى عام (1) (Notion) قد تنطبق على العديد من الأشياء والتي يتم التعبير عنها بكلمات عامة. إنه أبسط مضمون في تفكيرنا. وتتمايز التصورات مع الأسماء الخاصة بها، بحيث تشير فقط إلى شيء واحد فردي. إن الأفراد تندرج تحت التصورات، وإننا نتحدث عن الأفراد من حيث تصوراتها. إن التصورات نفسها تُقرّ بدرجة من العمومية. وتصور الجنس أوسع في الامتداد من تصور النوع. التصور عنصر من عناصر القضايا. وهو يتوسط بين العقل والواقع المادي، إذ أنه كيان سيكولوجي له مضمون لا-سيكولوجي، ومن ثم فإنه ينتمي إلى ما يطلق عليه فريجه (Frege) النطاق الثالث.
إن أحد الاهتمامات المحورية في الفلسفة التحليلية هو تصنيف تصوراتنا الأساسية من خلال تحليل مضامينها وعلاقاتها المنطقية مع التصورات الأخرى. حيث تهتم الفلسفة بتحليل تصورات مثل الصحيح والمعنى والشخص والعقل والجسد والعدالة والخير والموضوع والسبب والمادة والحركة والمكان والزمان والجمال وعلاقاتها المنطقية. ولمثل هذه التصورات تطبيقات واسعة النطاق، وهي ضرورية في التعبير والفهم. نجد أن تحليل هذه التصورات يكون، في كثير من الأحيان، حاضرًا في سياق نظريات متطورة تقوم باستخدام العديد من التصورات الأساسية بدلا من أن نجدها مجردة على حدة. إن التصورات في ذاتها لا تُقر بالصحة أو الخطأ، ولكن القضايا التي تكون فيها التصورات عبارة عن مكونات لها هي التي تكون حاملة لقيمة الصحيح.
يميز فريجه التصورات عن الموضوعات، حيث يقترح أن الاولى يتم التعبير عنها من خلال المحمولات، بينما الأخيرة يعبر عنها من خلال الحوامل أو الأسماء.
'إن التمثيل (representation) من خلال العقل هو تصور ما . . . التمثيلات الكلية هي تصورات، والتصورات هي تمثيلات كلية." محاضرات عن المنطق، كانط.
(1)- المعنى (notion): هو الصورة الذهنية من حيث وضع بإزائها اللفظ، ويطلق على ما يقصد بالشيء، أو على ما يدل عليه القول، او الرمز، أو الإشارة (جميل صليبا)
Consciousness
الوعي
Bewusstsein
إنّ الوعي (من الأصل اللاتيني (conscire) وتعني ’أن يعرف’، و’أن يكون واعيًا لـ’ شيء ما ) هو تعريف يتم تطبيقه على العقل الواعي في مقابل ما يفترض أن يكون عقلًا لاواعيًا أو عقلًا باطنًا، وأيضًا في مقابل النطاق الكامل الخاص بما هو مادي وغير عقلي. يعتبر الوعي عمومًا مصطلحًا غير قابل للتعريف أو بالأحرى مصطلح لا يمكن تعريفه إلا من خلال اللجوء الاستبطاني المباشر إلى التجارب الواعية [الاستبطان (Introspection) هو الإدراك الباطني] . حيث يعبر السير ويليام هاملتون عن عدم قابلية الوعي للتعريف، بقوله:
" لا يمكن حدّ الوعي، حتى أننا قد نكون في داخلنا على معرفة تامة بماهية الوعي، لكننا لا نستطيع وبدون أي التباس، أن ننقل للآخرين تعريفًا لما ندركه في ذواتنا إدراكًا واضحًا. والسبب في ذلك ببساطة: هو أن الوعي الصرف يكمن في أصل كل معرفة"، (محاضرات عن الميتافيزيقا ، I, 191.)
إن تعريف لاد (Ladd) للوعي، والذي يتم اقتباسه كثيرًا، لا ينجح إلا في الإشارة إلى الظروف التي يمكن ملاحظته فيها على نحو مباشر "ذلك الذي نكونه في حالة يقظتنا، على اعتباره مقابلًا لما نحن عليه حين نغرق في نوم عميق وخال من الأحلام، أعني به الوعي."
إنّ تحليل الوعي يسير في اتجاهين رئيسيين. أولًا: يمكن إجراء تمييز بين فعل الوعي ومضمون الوعي، حيث يمكن اعتبار الاثنين مكونين منفصلين للوعي. وثانيًا: يتم تحليل الوعي إلى وظائفه الرئيسية الثلاث: الإدراك (cognition)، والتّأثُّر (affection)، والنُّزوع (conation). قام لوك وريد وآخرون بتقييد الوعي بالإزكان (apprehension) التأملي للعقل المتعلق بحوادثه الخاصة، لكن تم التخلي عن هذا الاستخدام لصالح التعريف الأوسع المشار إليه أعلاه، بينما يستخدم مصطلح الاستبطان للإشارة إلى هذا النوع الخاص من الوعي.
Epoché
الإپوخي - تعليق الحكم
ἐποχή
[في اليونانية ’إِپوخي’ (ἐποχή)، يُترجم أيضًا على أنه ’تعليق للاعتقاد’] وهو مصطلح رئيسي في النزعة الشكية القديمة يشير إلى الموقف المعرفي (الإبستمولوجي)، الذي لا ينكر أو يُقِرّ بأي شيء. هو موقف لا يبالي بطبيعة الشيء، حيث ينشأ من أنماط النزعة الشكية. ونظرًا لأن أحاسيسنا لا تخبرنا عن الحقيقة أو الباطل، يجب علينا ألّا نلزم أنفسنا باتخاذ آراء جزافية بل نقوم بمقاومة اغراءات اتخاذ هذه الآراء. وفقًا للشكيين، فإن تعليق الأحكام قد يؤدي إلى السكينة وبالتالي إلى السعادة.
"يأتي تعليق الحكم، عمومًا، بسبب وضع الأشياء في موضع التعارض". ’مخطط بيرونيزم’، إمبيريقوس.
الإپوخي هو عبارة عن جهاز منهجي يقوم بتعليق مشاركة الفرد في الاعتقاد ومايمتلكه من تخصيصات ضمن السلوك الطبيعي، وأقصد بالاعتقاد، ذلك الاعتقاد بوجود العالم وموضوعاته. إن هذا التعليق له علاقته المتبادلة بما يسميه هوسرل "تقويسًا" (bracketing) للموضوع، بمعنى إزالة الرتبة (index) الوجودية عن الموضوع الذي يكون تحت التجربة. وبذلك يتضمن ’الإپوخي’، تحييد (neutralization) اعتقاد المرء بوجود العالم أو وجود موضوع ما. يمكن تطبيق هذا التحييد في عملية التحول من الاعتقاد إلى الشك، أو في التحول من السلوك الطبيعي إلى السلوك النقدي الذي يميز خاصية التجارب العلمية أو النظرية، أو في التحول إلى سلوك "منطقي" أو "رياضي" أكثر تخصيصًا، يكون اهتمامه منصبًا فيما يتعلق فقط بالعلاقات الاستنتاجية الموجودة بين الفرضيات المختلفة، أو بين الموضوعات التي يتم اعتبارها على نحو صوري بحت، أو في التحول إلى المعرفة الإستطيقية، أو في نهاية المطاف، في التحول إلى السلوك الفينومينولوجي.
Intentionality
القصدانية
Intentionalität
(في اللاتينية: intentio، من الفعل: intendere، ويعني ’أن يمدد، أو يبسط’) هو خاصية للوعي من خلالها يشير إلى
موضوع ما أو يقصده. والموضوع الذي يكون في جهة القصد ليس بالضرورة أن يكون شيئًا واقعيًا أو موجودًا، ولكنه مجرد الشيء الذي يدور حوله الفعل الذهني. والقصدانية هي المكافئ للمصطلح (intentio) السكولائي.
(في الألمانية، Intentionalität ) عند هوسرل: أولًا - (في معناه الأوسع) هو ما يميز طبيعة أي شيء من حيث أنه يقصد ما هو خارج عن ذاته أو يشير إليه؛ أي تجاوزية-الذات. ثانيًا - (في معناه الأكثر شيوعًا) هو ما يميز طبيعة الوعي من حيث أنه يشير إلى ما هو خارج عن ذاته ، باعتباره وعيًا لأمر ما، وباعتباره يمتلك أفقًا من المقصودات المتشاركة: أي القصدانية النويطيقية. ثالثًا - ما يميز طبيعة موضوع ما غير الوعي ذاته من حيث أنه يشير إلى ما هو خارج عن ذاته، على سبيل المثال، إلى خلفيته الموضوعية أو إلى شيء ما يمثله أو يشير إليه: القصدانية الموضوعية، رابعًا - ما يميز طبيعة الجهوية (modality) من حيث الإشارة الراجعة إلى ’الأصلي’ من بين ما يعتبر على نحو متأصل تحويرات عنه.
Noesis, Noema
النُّويسس، النُّويما
-
النُّويما (في الألمانية Noema) لدى هوسرل، هي المعنى الموضوعي لـ "نُويسس" ما (noesis)، إلى جانب ما يختص به المعنى باعتباره متوضعًا على نحو معيّن، أي باعتباره معطىً أو مقصودًا على نحو معيّن، الخ. إذ أن لكل بُعد من أبعاد النُويسس هناك بعد مطابق له في النُويما.
النويماطيقي (Noematic)، في الألمانية (noematisch): لدى هوسرل، من النُويما أو متعلق بها.
النُّويسس (في الألمانية: Noesis)
لدى هوسرل:
1- ما يجري في تيار الوعي، والذي يكون مقصودًا على نحو متضمّن، من حيث أنه يشير إلى موضوع ما على اعتباره متجاوزًا عن ذاته. يحرك النُّويسس المجرى الهيولاني (hyletic) اللا-قصدانيّ والمُتضمّن في التيار.
2- يعد مثيلًا خاصًّا عن "الأنا أفكر"، (ego cogito)، ملاحظة: في استخدام هوسرل، نادرا ما يقتصر استخدام النُّويسس والنُّويما على فلك 'التفكير'، أو 'الفطنة' (رغم هذا التحديد)، ولكن يتم مدّه إلى جميع أنواع الوعي.
في الفلسفة اليونانية: هي ممارسة النُّوس (nous) أي العقل، أو الاستدلال، أي ممارسة للتبصّر العقلي والفكر الحدسي.
النُّويطيقي (Noetic)
الطبيعة التي تمتلكها بعض الكائنات بسبب كونها نتاجًا لممارسة النُّوس، او العقل. وبالتالي فإن تلك التصورات التي تكون لا-شعورية أو لا-إمبريقية، ولكن تكون مُتصّورة من قبل العقل وحده، تكون نويطيقية، إذ أن السمات النُّويطيقية للواقع هي تلك التي تكون قابلة لأن تعرف من خلال العقل. وبمعنى أكثر عمومًا، فإن ’النُّويطيقي’ مكافئ للـ 'معرفيّ'.